Friday, October 16, 2015

« طبيخ النَّوَرْ». ========= « الطبيخ» العجيب له قصة من المفيد معرفة مواصفاته كل شريحة اجتماعية قابلة للتطور قيميا وعقديا سوى شريحة «النّوَر» التي اشتهرت ولما تزل بالانحدار القيمي والعقدي والأخلاقي إلا من رحم الله. ومن سمات هذه الشريحة التي اعتادت ارتكاب الموبقات أنها ترى نفسها غير معنية بالحلال والحرام، ولا بأخلاقيات وسائل الكسب ومشروعيتها، ولا بأي هم من هموم الأمة. كذلك الأمر بالنسبة لمأكلها. فحتى الربع الأخير من القرن العشرين كانت هذه الشريحة تعيش فقرا مدقعا، وحالا يرثى لها. وكان نساؤها وحتى بعض رجالها يتسولون في ستينات القرن العشرين على أبواب البيوت بحثا عن لقمة خبز يسدون به رمقهم حتى من أولئك الذين يعانون فقرا مثلهم ولكن أقل درجة. فتجد أحدهم يطرق الباب خاصة في فترة ما بعد الظهر طالبا المساعدة، ويبدأ الحوار التالي : أهل البيت (خاصة النساء أو الأطفال لأن الرجال يكونون في العمل) : مين؟ النوري : أنا! أهل البيت : ماذا تريد؟ النوري : من مال الله! صدقة! رغيف خبز! أهل البيت : عندنا طبيخ ! هل أحضر لك صحنا من الملوخية؟ النوري : نعم أهل البيت : خذ النوري: يحمل وعاء فيفتحه ويقول: أسكبيه هنا، ثم يغادر ... في بيت ثاني أهل البيت : طابخين بامية! هل أحضر لك صحنا؟ النوري : نعم أهل البيت : خذ النوري : يفتح السطل ثانية .. أسكبيه هنا .. فيه رغيف خبز؟ روح مع السلامة ... بيت ثالث أهل البيت : الله يعطيك .. بيت رابع أهل البيت: الله يبعثلك بيت خامس أهل البيت : تأكل فاصولياء؟ النوري : هاتي أهل البيت : خذ النوري : أسكبيه هنا هكذا! بعد أن يمتلئ الوعاء بسبعة أو عشرة أنواع من الطعام؛ وبعد جولة معاناة يعود هذا المتسول أو المتسولة إلى المنزل ويستبشر أهل بيته بوجبة ليس لها هوية ولا طعم ولا مذاق ولا منطق ولا أي أساس من التجانس. بعض أهل البيت يأكلون من شدة الحاجة لكن أغلب الطعام يلقى طريقه إلى مكب النفايات.

« طبيخ النَّوَرْ». ========= « الطبيخ» العجيب له قصة من المفيد معرفة مواصفاته كل شريحة اجتماعية قابلة للتطور قيميا وعقديا سوى شريحة «النّوَر» التي اشتهرت ولما تزل بالانحدار القيمي والعقدي والأخلاقي إلا من رحم الله. ومن سمات هذه الشريحة التي اعتادت ارتكاب الموبقات أنها ترى نفسها غير معنية بالحلال والحرام، ولا بأخلاقيات وسائل الكسب ومشروعيتها، ولا بأي هم من هموم الأمة. كذلك الأمر بالنسبة لمأكلها. فحتى الربع الأخير من القرن العشرين كانت هذه الشريحة تعيش فقرا مدقعا، وحالا يرثى لها. وكان نساؤها وحتى بعض رجالها يتسولون في ستينات القرن العشرين على أبواب البيوت بحثا عن لقمة خبز يسدون به رمقهم حتى من أولئك الذين يعانون فقرا مثلهم ولكن أقل درجة. فتجد أحدهم يطرق الباب خاصة في فترة ما بعد الظهر طالبا المساعدة، ويبدأ الحوار التالي : أهل البيت (خاصة النساء أو الأطفال لأن الرجال يكونون في العمل) : مين؟ النوري : أنا! أهل البيت : ماذا تريد؟ النوري : من مال الله! صدقة! رغيف خبز! أهل البيت : عندنا طبيخ ! هل أحضر لك صحنا من الملوخية؟ النوري : نعم أهل البيت : خذ النوري: يحمل وعاء فيفتحه ويقول: أسكبيه هنا، ثم يغادر ... في بيت ثاني أهل البيت : طابخين بامية! هل أحضر لك صحنا؟ النوري : نعم أهل البيت : خذ النوري : يفتح السطل ثانية .. أسكبيه هنا .. فيه رغيف خبز؟ روح مع السلامة ... بيت ثالث أهل البيت : الله يعطيك .. بيت رابع أهل البيت: الله يبعثلك بيت خامس أهل البيت : تأكل فاصولياء؟ النوري : هاتي أهل البيت : خذ النوري : أسكبيه هنا هكذا! بعد أن يمتلئ الوعاء بسبعة أو عشرة أنواع من الطعام؛ وبعد جولة معاناة يعود هذا المتسول أو المتسولة إلى المنزل ويستبشر أهل بيته بوجبة ليس لها هوية ولا طعم ولا مذاق ولا منطق ولا أي أساس من التجانس. بعض أهل البيت يأكلون من شدة الحاجة لكن أغلب الطعام يلقى طريقه إلى مكب النفايات.
by Nasr El-Deen Abou-Taleb

October 16, 2015 at 05:04PM
from Facebook
via IFTTTfrom Facebook
via IFTTT

No comments: