حين تلفحنا الغربة،وتتغلب علينا الأشواق،وتحرك كل ساكن فينا لحظات الحنين الغربة الحقيقية هي الغربة داخل الوطن =================== ولوعة الأشواق إلى الأهل والوطن*** تسيل الدموع على الخدود أنهاراً فكم من لوعة لنا على بعد*** وكم من لوعة لنا في القرب.. إذ أن الغربة الحقيقية ليست لمن يبتعدون عن أوطانهم.. إن الغربة الحقيقية هي غربة الوطن.. وغربة داخل الوطن ، وغربة بين أبناء الوطن الواحد.. غربة المفاهيم، وغربة العقول، وغربة أهل الإصلاح .. وغربة كل خلق جميل يتوه في خضم الحياة، وينساه الناس في ظل متاعبهم المتلاحقة والتي لا تنقضي ،ولا تنتهي غرائبها.. مالذي جعلنا غرباء داخل أوطاننا ؟ ومالذى حال بيننا وبين الناس حتى غدونا كمن قال الشاعر فيه: كأنني إلى الناس ***مطلي به القار أجرب؟ لماذا يحال بين الدعاة وبين الناس، رغم أن صلاح الرعية فيه صلاح المجتمع وأمنه، وفيه محاربة للجريمة ومحاربة للرذيلة ومحاربة لكل قيم هدامة غريبة عن أوطاننا؟ لماذا ننشد الأمن بمنأى عن الدين ونظن أن ذلك هو الحل الأمثل؟ لقد شربت أجيال كثيرة مقولة الدين أفيون الشعوب، ولم أكن وقتها أعي ذلك المعنى ولعلى لم أفهمه إلى وقتي هذا!! هل الدين يسيطر على العقول فيغيبها كما يفعل الأفيون بالعقول؟ أم هل يقبل الناس على الدين وبالتالي يمكن الوصول إليهم عن طريق بوابة الدين؟ لعلى لا أبالغ أننا أصبحنا نشعر بالغربة داخل مصرنا الحبيبية أضحت الهوة بين دعاة الإصلاح وبين أصحاب القرار عميقة جداً.. . لقد جردت المواطن من شعوره بالانتماء لوطن تهان فيه كرامته، وتغتصب فيه حريته، وينال أدنى حقوقه بالكاد، فأصبح يلهث حتى أتعبه الجري وراء لقمة العيش، وحتى أثقلته الحياة بهمومها ومتاعبها، فتأخرنا عن الركب كثيراً، ولم تعد لنا بصمة في مجال العلوم والمعارف.. . كثير من الدول كنا ننظر إليها على أنها دول متخلفة سبقتنا بعقود من الزمان، ونحن مازلنا ننظر تحت أقدامنا، ونتغنى بماض تليد، وبحاضر مرير، وبمستقبل لانعرف له حدود، ولا مؤشرات وكل ذلك بفعل تغييب العقل، وبفعل تسييس القضايا، وبفعل كبح جماح العقول. #منقول
by Nasr El-Deen Abou-Taleb
May 27, 2015 at 06:00PM
from Facebook
via IFTTTfrom Facebook
via IFTTT
Wednesday, May 27, 2015
حين تلفحنا الغربة،وتتغلب علينا الأشواق،وتحرك كل ساكن فينا لحظات الحنين الغربة الحقيقية هي الغربة داخل الوطن =================== ولوعة الأشواق إلى الأهل والوطن*** تسيل الدموع على الخدود أنهاراً فكم من لوعة لنا على بعد*** وكم من لوعة لنا في القرب.. إذ أن الغربة الحقيقية ليست لمن يبتعدون عن أوطانهم.. إن الغربة الحقيقية هي غربة الوطن.. وغربة داخل الوطن ، وغربة بين أبناء الوطن الواحد.. غربة المفاهيم، وغربة العقول، وغربة أهل الإصلاح .. وغربة كل خلق جميل يتوه في خضم الحياة، وينساه الناس في ظل متاعبهم المتلاحقة والتي لا تنقضي ،ولا تنتهي غرائبها.. مالذي جعلنا غرباء داخل أوطاننا ؟ ومالذى حال بيننا وبين الناس حتى غدونا كمن قال الشاعر فيه: كأنني إلى الناس ***مطلي به القار أجرب؟ لماذا يحال بين الدعاة وبين الناس، رغم أن صلاح الرعية فيه صلاح المجتمع وأمنه، وفيه محاربة للجريمة ومحاربة للرذيلة ومحاربة لكل قيم هدامة غريبة عن أوطاننا؟ لماذا ننشد الأمن بمنأى عن الدين ونظن أن ذلك هو الحل الأمثل؟ لقد شربت أجيال كثيرة مقولة الدين أفيون الشعوب، ولم أكن وقتها أعي ذلك المعنى ولعلى لم أفهمه إلى وقتي هذا!! هل الدين يسيطر على العقول فيغيبها كما يفعل الأفيون بالعقول؟ أم هل يقبل الناس على الدين وبالتالي يمكن الوصول إليهم عن طريق بوابة الدين؟ لعلى لا أبالغ أننا أصبحنا نشعر بالغربة داخل مصرنا الحبيبية أضحت الهوة بين دعاة الإصلاح وبين أصحاب القرار عميقة جداً.. . لقد جردت المواطن من شعوره بالانتماء لوطن تهان فيه كرامته، وتغتصب فيه حريته، وينال أدنى حقوقه بالكاد، فأصبح يلهث حتى أتعبه الجري وراء لقمة العيش، وحتى أثقلته الحياة بهمومها ومتاعبها، فتأخرنا عن الركب كثيراً، ولم تعد لنا بصمة في مجال العلوم والمعارف.. . كثير من الدول كنا ننظر إليها على أنها دول متخلفة سبقتنا بعقود من الزمان، ونحن مازلنا ننظر تحت أقدامنا، ونتغنى بماض تليد، وبحاضر مرير، وبمستقبل لانعرف له حدود، ولا مؤشرات وكل ذلك بفعل تغييب العقل، وبفعل تسييس القضايا، وبفعل كبح جماح العقول. #منقول
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment