Wednesday, May 20, 2015

من بلاغة القرآن الكريم ( تعملون )( تفعلون )( تصنعون ) عند الرجوع إلى معاني الكلمات الثلاث في معاجم اللغة، ومع مطابقة ذلك في القرآن الكريم واستعمالاته لها وجدنا الفروق الآتية: · العمل يشمل الفعل والصنع وهو شامل للقول والحركات البدنية والإحساس القلبي، ومنه ما هو صالح وسيء. · الفعل هو التأثير من جهة مؤثر، وهو عام لما كان حسناً وسيئاً، متقناً أو غير متقن، بعلم أو بغير علم، بقصد أو بغير قصد، وهو كناية عن كل عمل يتعدى أثره ويدخل حيز التنفيذ. · الصنع: إجادة الفعل وتعهده وحسن القيام به، والمهارة والحذق في أداء العمل. · لم تنسب الكلمات الثلاث إلى غير الحي والمدرك في القرآن الكريم. · لم ينسب العمل إلى الله في القرآن مطلقاً إلا في قوله تعالى : ((عملت أيدينا أنعاما)). وعند دراسة استعمال القرآن لهذه الكلمات نجد دقة التعبير وجمال الاختيار والإحكام البديع. وإليكم الأمثلة: 1. العمل:/ الذين آمنوا وعملوا الصالحات / والله خبير بما تعملون / وهو أعلم بما تعملون / ليوفيهم الله أحسن ما عملوا / وليجزيهم أسوأ الذي كانوا يعملون / وليوفيهم أعمالهم. فواضح من خلال الآيات السابقة أن العمل شامل لكل ما يصدر من الإنسان، فالجزاء ليس فقط على ما تكتسبه الجوارح بل ثابت في القرآن أن الإنسان مجزيٌ باقواله أيضاً بل أن العمل أيضاً يشمل الإحساس القلبي فكانت الآيات موضحة سعة علم الله واطلاعه على كل شيء فالله خبير بما نعمل ، وهو اعلم بما نعمل، والإخلاص والخشوع من الأمور الهامة في الدين، بل أساس لقبول الأعمال. 2. الفعل: وأبرز آية في الموضوع هي وصف الله تعالى بأنه فعال ((إن ربك فعّال لما يريد)) فهو سبحانه الذي ينفذ ما يريده، وقدرته على التأثير والوصول إلى الهدف على أعلى درجات الكمال، سبحانه. ومن الأمثلة على ذلك ايضاً: قوله تعالى: (( وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين)) على لسان فرعون واصفاً موسى عليه السلام عندما قتل الرجل، فهو أمر كان له اثر من موسى عليه السلام وقام بتنفيذه وإن كان بغير قصد منه. ولعل آية في سورة النور كانت محل إشكال في المدارسة وهي قوله تعالى: ((الم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه إن الله خبير بما يفعلون)) النور: 41 وذلك لشمول الآية للطير، ولكن المتفحص يجد أن الطير له إدراك إلى درجة معينة، والاية في معرض ذكر تسبيح وصلاة في تناسق مع الكون جميعاً ... فصلاتهم وتسبيحهم له أثر وفاعلية قد لا ندرك كثيراً من أسرارها. أما الآيات التي استخدمت كلمة (صنع) ومفرداتها فقد كانت أيضاً بمنتهى الدقة والإبداع. · وابرزها قوله تعالى في معرض وصف إبداع الله في الخلق ((صنع الله الذي أتقن كل شيء)). · وقال عن عصا موسى عليه السلام أنها (( تلقف ما صنعوا)) أي أتقنوا من الكيد والسحر واسترهبوا الناس وجاءوا بسحر عظيم. · (( وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)) فالمصانع وسيلة لإطالة الأمد والعيش الرغيد. · (( اتل ما أوحي إليك من ربك واقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)) العنكبوت فالاية في معرض بيان أن الصلاة المتقنة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتؤدي أثرها في المجتمع كما أن إتقان الذكر لله أيضاً يؤدي إلى نفس النتيجة فبشر الله من يصنع ذلك أن الله خبير بصنيعه وسيجزيهم بذلك خيرا. · أما قوله تعالى في سورة المائدة عن النصارى الذين نسوا ما ذكروا به ونقضوا عهد الله (( وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون)). جاء في روح المعاني: " والتعبير عن العمل بالصنع للإيذان برسوخهم فيه" وواضح في الآية نفاقهم وادعاؤهم بأنهم أنصار الله ورغم هذا الادعاء فقد خالفوه بطرق محترفة. · وعندما ذكر الله منته على بني إسرائيل بهلاك فرعون قال (( ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)) الأعراف فقد دلت الآية على أن التدمير كان لما أتقنوا من صناعة، وقد يكون رمزاً لقوتهم وجبروتهم، ولعل في هذا إعجاز بالإخبار بالغيب. · وفي سورة الكهف عندما ذكر صنفاً من الناس بأنهم الأخسرون ذلك لأنهم (( ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) فهؤلاء من أشرار الكفار المحترفين في كفرهم، وممن طبع على قلوبهم فما عادوا يميزون بين الحق والباطل بل انقلبت عندهم الموازين وتبدلت القيم والمعايير. · كذلك الآية في سورة فاطر ((أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء إن الله خبير بما يصنعون)) .

من بلاغة القرآن الكريم ( تعملون )( تفعلون )( تصنعون ) عند الرجوع إلى معاني الكلمات الثلاث في معاجم اللغة، ومع مطابقة ذلك في القرآن الكريم واستعمالاته لها وجدنا الفروق الآتية: · العمل يشمل الفعل والصنع وهو شامل للقول والحركات البدنية والإحساس القلبي، ومنه ما هو صالح وسيء. · الفعل هو التأثير من جهة مؤثر، وهو عام لما كان حسناً وسيئاً، متقناً أو غير متقن، بعلم أو بغير علم، بقصد أو بغير قصد، وهو كناية عن كل عمل يتعدى أثره ويدخل حيز التنفيذ. · الصنع: إجادة الفعل وتعهده وحسن القيام به، والمهارة والحذق في أداء العمل. · لم تنسب الكلمات الثلاث إلى غير الحي والمدرك في القرآن الكريم. · لم ينسب العمل إلى الله في القرآن مطلقاً إلا في قوله تعالى : ((عملت أيدينا أنعاما)). وعند دراسة استعمال القرآن لهذه الكلمات نجد دقة التعبير وجمال الاختيار والإحكام البديع. وإليكم الأمثلة: 1. العمل:/ الذين آمنوا وعملوا الصالحات / والله خبير بما تعملون / وهو أعلم بما تعملون / ليوفيهم الله أحسن ما عملوا / وليجزيهم أسوأ الذي كانوا يعملون / وليوفيهم أعمالهم. فواضح من خلال الآيات السابقة أن العمل شامل لكل ما يصدر من الإنسان، فالجزاء ليس فقط على ما تكتسبه الجوارح بل ثابت في القرآن أن الإنسان مجزيٌ باقواله أيضاً بل أن العمل أيضاً يشمل الإحساس القلبي فكانت الآيات موضحة سعة علم الله واطلاعه على كل شيء فالله خبير بما نعمل ، وهو اعلم بما نعمل، والإخلاص والخشوع من الأمور الهامة في الدين، بل أساس لقبول الأعمال. 2. الفعل: وأبرز آية في الموضوع هي وصف الله تعالى بأنه فعال ((إن ربك فعّال لما يريد)) فهو سبحانه الذي ينفذ ما يريده، وقدرته على التأثير والوصول إلى الهدف على أعلى درجات الكمال، سبحانه. ومن الأمثلة على ذلك ايضاً: قوله تعالى: (( وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين)) على لسان فرعون واصفاً موسى عليه السلام عندما قتل الرجل، فهو أمر كان له اثر من موسى عليه السلام وقام بتنفيذه وإن كان بغير قصد منه. ولعل آية في سورة النور كانت محل إشكال في المدارسة وهي قوله تعالى: ((الم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه إن الله خبير بما يفعلون)) النور: 41 وذلك لشمول الآية للطير، ولكن المتفحص يجد أن الطير له إدراك إلى درجة معينة، والاية في معرض ذكر تسبيح وصلاة في تناسق مع الكون جميعاً ... فصلاتهم وتسبيحهم له أثر وفاعلية قد لا ندرك كثيراً من أسرارها. أما الآيات التي استخدمت كلمة (صنع) ومفرداتها فقد كانت أيضاً بمنتهى الدقة والإبداع. · وابرزها قوله تعالى في معرض وصف إبداع الله في الخلق ((صنع الله الذي أتقن كل شيء)). · وقال عن عصا موسى عليه السلام أنها (( تلقف ما صنعوا)) أي أتقنوا من الكيد والسحر واسترهبوا الناس وجاءوا بسحر عظيم. · (( وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)) فالمصانع وسيلة لإطالة الأمد والعيش الرغيد. · (( اتل ما أوحي إليك من ربك واقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)) العنكبوت فالاية في معرض بيان أن الصلاة المتقنة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتؤدي أثرها في المجتمع كما أن إتقان الذكر لله أيضاً يؤدي إلى نفس النتيجة فبشر الله من يصنع ذلك أن الله خبير بصنيعه وسيجزيهم بذلك خيرا. · أما قوله تعالى في سورة المائدة عن النصارى الذين نسوا ما ذكروا به ونقضوا عهد الله (( وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون)). جاء في روح المعاني: " والتعبير عن العمل بالصنع للإيذان برسوخهم فيه" وواضح في الآية نفاقهم وادعاؤهم بأنهم أنصار الله ورغم هذا الادعاء فقد خالفوه بطرق محترفة. · وعندما ذكر الله منته على بني إسرائيل بهلاك فرعون قال (( ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)) الأعراف فقد دلت الآية على أن التدمير كان لما أتقنوا من صناعة، وقد يكون رمزاً لقوتهم وجبروتهم، ولعل في هذا إعجاز بالإخبار بالغيب. · وفي سورة الكهف عندما ذكر صنفاً من الناس بأنهم الأخسرون ذلك لأنهم (( ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) فهؤلاء من أشرار الكفار المحترفين في كفرهم، وممن طبع على قلوبهم فما عادوا يميزون بين الحق والباطل بل انقلبت عندهم الموازين وتبدلت القيم والمعايير. · كذلك الآية في سورة فاطر ((أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء إن الله خبير بما يصنعون)) .
by Nasr El-Deen Abou-Taleb

May 21, 2015 at 12:03AM
from Facebook
via IFTTTfrom Facebook
via IFTTT

No comments: