تحليل كيفية التحول السلبى للامة المسلمة : ========================== ....... إبتلى المسلمون بطائفة من الحكام , لبسوا ثوب الاسلام على أبدانهم، ولم ينفذ منه شيء إلى وجدانهم . فلم يحفلوا بالعلم و أهله بل خشوه و قبضوا عنه يد المعونة، وحملوا كثيراً من أعوانهم على أن يندرجوا في سلك العلماء، وأن يتسربلوا بسرابيلهم ليعدوا من قبيلهم، ثم ليضعوا للعامة في الدين ما يبغض إليهم العلم ويبعد بنفوسهم عن طلبه. ودخلوا على العامة وهم أغرار من باب التقوى وحماية الدين، وزعموا أن الدين ناقصاً ليكملوه. فاستعاروا للإسلام ما هو منه براء ونجحوا في إقناع العامة بأن في ذلك تعظيم شعائره، وتفخيم أوامره فخلقوا لنا هذه الاحتفالات وسنوا لنا عبادة الأولياء والعلماء والمشتبهين بهم مما فرق الجماعة وأوقع الناس في الضلالة . وقرروا أن المتأخر ليس له أن يقول بغير ما يقول المتقدم وجعلوا ذلك عقيدة، حتى توقف الفكر، وتجمدت العقول، ثم بثوا أعوانهم في أطراف الممالك الإسلامية، ينشرون من القصص والأخبار والآراء ما يقنع العامة بأن لا نظر لهم في الشئون العامة، وأن كل ما هو من أمور الجماعة والدولة هو مما فرض فيه النظر على الحكام دون من عداهم، ومن دخل في شيء من ذلك من غيرهم فهو متعرض لما لا يعنيه، وأن ما يظهر من فساد الأعمال واختلال الأحوال ليس من صنع الحكام، وإنما هو تحقيق لما ورد في الأخبار من أحوال آخر الزمان، وأنه لا حيلة في إصلاح حال ولا مآل، وأن الأسلم تفويض ذلك إلى الله، وما على المسلم إلا أن يقتصر على خاصة نفسه وقد انتشر بين المسلمين جيش من هؤلاء المضللين، وتعاون ولاة الشر على مساعدتهم واتخذوا من عقيدة العذر مثبطاً للعزائم وغلا للأيدي عن العمل، والعامل الأقوى في عمل النفوس على قبول الخرافات إنما هو السذاجة، وضعف البصيرة في الدين، وموافقة الهوى- وهي أمور إذا اجتمعت أهلكت- فاستتر الحق تحت ظلام الباطل، ورسخ في نفوس الناس من العقائد ما يتضارب وأصول دينهم على خط مستقيم. منقول عن الشيخ محمد عبده بـتصرف
by Nasr El-Deen Abou-Taleb
June 11, 2016 at 10:13PM
from Facebook
via IFTTTfrom Facebook
via IFTTT
Saturday, June 11, 2016
تحليل كيفية التحول السلبى للامة المسلمة : ========================== ....... إبتلى المسلمون بطائفة من الحكام , لبسوا ثوب الاسلام على أبدانهم، ولم ينفذ منه شيء إلى وجدانهم . فلم يحفلوا بالعلم و أهله بل خشوه و قبضوا عنه يد المعونة، وحملوا كثيراً من أعوانهم على أن يندرجوا في سلك العلماء، وأن يتسربلوا بسرابيلهم ليعدوا من قبيلهم، ثم ليضعوا للعامة في الدين ما يبغض إليهم العلم ويبعد بنفوسهم عن طلبه. ودخلوا على العامة وهم أغرار من باب التقوى وحماية الدين، وزعموا أن الدين ناقصاً ليكملوه. فاستعاروا للإسلام ما هو منه براء ونجحوا في إقناع العامة بأن في ذلك تعظيم شعائره، وتفخيم أوامره فخلقوا لنا هذه الاحتفالات وسنوا لنا عبادة الأولياء والعلماء والمشتبهين بهم مما فرق الجماعة وأوقع الناس في الضلالة . وقرروا أن المتأخر ليس له أن يقول بغير ما يقول المتقدم وجعلوا ذلك عقيدة، حتى توقف الفكر، وتجمدت العقول، ثم بثوا أعوانهم في أطراف الممالك الإسلامية، ينشرون من القصص والأخبار والآراء ما يقنع العامة بأن لا نظر لهم في الشئون العامة، وأن كل ما هو من أمور الجماعة والدولة هو مما فرض فيه النظر على الحكام دون من عداهم، ومن دخل في شيء من ذلك من غيرهم فهو متعرض لما لا يعنيه، وأن ما يظهر من فساد الأعمال واختلال الأحوال ليس من صنع الحكام، وإنما هو تحقيق لما ورد في الأخبار من أحوال آخر الزمان، وأنه لا حيلة في إصلاح حال ولا مآل، وأن الأسلم تفويض ذلك إلى الله، وما على المسلم إلا أن يقتصر على خاصة نفسه وقد انتشر بين المسلمين جيش من هؤلاء المضللين، وتعاون ولاة الشر على مساعدتهم واتخذوا من عقيدة العذر مثبطاً للعزائم وغلا للأيدي عن العمل، والعامل الأقوى في عمل النفوس على قبول الخرافات إنما هو السذاجة، وضعف البصيرة في الدين، وموافقة الهوى- وهي أمور إذا اجتمعت أهلكت- فاستتر الحق تحت ظلام الباطل، ورسخ في نفوس الناس من العقائد ما يتضارب وأصول دينهم على خط مستقيم. منقول عن الشيخ محمد عبده بـتصرف
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
Casinos - Dr.MCD
Welcome to Casinos.gg for the 포천 출장샵 fun 여수 출장샵 of 전라북도 출장샵 online gambling and enjoy a variety of gambling options, 바카라사이트 from scratch slots to online live 속초 출장안마 dealer casinos. With the most
Post a Comment